عيب الأيام تخلق الدكريات وعيب الدكريات ماتعود
DSG

المغفور له بأدن الله تعالى المرحوم عبدالله السليمان


كان يا ما كان

كان يا ما كان، في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان،
يحكى أن عصرا ليس ككل العصور، ودهرا ليس ككل الدهور،
ثار فيه الغبار، وتشابه فيه الليل بالنهار،
انحبس فيه المطر، واختفى الزرع والشجر
وكثر فيه الفساد، وخربت نفوس العباد،
فاضت في الميزانيه، وشاع الحسد وسوء النيه
انتشرت فيه المخدرات، وظهر الشذوذ و'البويات'
وعمت فيه الرشاوي، وتكاثرت فيه البلاوي...
ساد فيه الجاهل، وغاب العالم والعاقل
تدمر فيه التعليم، وتساوى الأعوج بالقويم
وضاقت فرص الدراسة، فلا مستقبل ولا كياسة
وعزت فرص العمل، وتلاشى شباب الأمل
سمة الناس 'العصبية'، بين قبيلة أو طائفية
ومن لم يكن منهما، كان فئويا إنما...
وتاجر بالدين الساسة، بلا خلق ولا حساسة
ورفعت كل الشعارات، وصاحب المبدأ مات
كان النفاق والكذب، سيد سادة العرب
وخلا غناء البلابل؟ نعيق غراب المزابل!
تفرقت فيه الصفوف، وصاروا صفوفا- بل ألوف
غاب فيه القانون، وداس عليه المجرمون
صار اللصوص علية القوم، لا تثريب عليهم ولا لوم
السرقة صارت تجارة، والنزاهة عبئا وخسارة
تزايدت فيه التسهيلات، للخاصة من الطبقات
وتراكمت فيه القروض، على الفقير مثل الفروض
كثر الوباء في ذاك الزمان، فلا علاج ولا سلوان
تدهورت فيه المشافي، وذاق المريض الزعافِ
صارت 'المواتر' ملايين، وقيل أكثر من الساكنين
وانتشرت العمالة في الشوارع، و'لا مانع' مفتاح المانع
والسكن صار مشاكل، فلا مساكن ولا منازل
والكهرباء تتقطع، والماء مثلها يتمنع
وادلهمت الدنيا نهارا، وأرجفت الأرض مرارا،
كان زمانا شديد الغرابة، ضاعت فيه الهيبة والمهابة
زمان فاضت فيه المشاعر، فلا مناد للحق ولا ناصر
عرف العارفون ذاك الزمان، بأنه زمان 'الصحوة والظواهر'